هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الشفاء
هذا المنتدى خاص بالعلاج بالرقية الشرعية من الكتاب و السنة و على منهج السلف الصالح
اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي و نور صدري و جلاء حزني و ذهاب همي
عدد المساهمات : 376 نقاط : 1126 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/06/2016 العمر : 48 الموقع : الجزائر
موضوع: أنواع القلوب الثلاثاء نوفمبر 15, 2016 10:48 pm
ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب عن أنواع القلوب حيث قال : و إنما يقوى العبد على حضوره في الصلاة و اشتغاله فيها بربه عز و جل إذا قهر شهوته و هواه ، و إلا فقلب قد قهرته الشهوة و أسره الهوى و وجد الشيطان فيه مقعدا تمكن فيه ، كيف يخلص من الوساوس و الأفكار . و القلوب ثلاثة : القلب الأول : قلب خال من الإيمان و جميع الخير ، فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه ، لأنه قد اتخذ بيتا و وطنا و تحكم فيه بما يريد و تمكن منه غاية التمكن . القلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان و أوقد فيه مصباحه ، لكن عليه ظلمة الشهوات و عواصف الأهوية ، فللشيطان هنالك إقبال و إدبار و مجالات و مطامع ، فالحرب دول و سجال ، و تختلف أحوال هذا الصنف بالقلة و الكثرة ، فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ، و منهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ، ومنهم من هو تارة و تارة . القلب الثالث : قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان و انقشعت عنه حجب الشهوات و أقلعت عنه تلك الظلمات ، فلنوره في صدره إشراق و لذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به ، فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق ، و ليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن ، و حراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء ، و السماء متعبد الملائكة و مستقر الوحي و فيها أنوار الطاعات و قلب المؤمن مستقر التوحيد و المحبة و المعرفة و الإيمان و فيه أنوارها ، فهو حقيق أن يحرس و يحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا إلا خطفه . و قد مثل ذلك بمثال حسن و هو ثلاثة بيوت : بيت للملك فيه كنوزه و ذخائره و جواهره ، و بيت للعبد فيه كنوز العبد و ذخائره و ليس جواهر الملك و ذخائره ، و بيت خال صفر لا شئ فيه ، فجاء اللص يسرق من أحد البيوت فمن أيها يسرق ؟ فإن قلت من البيت الخالي كان محالا ، لأن البيت الخالي ليس فيه شئ يسرق ، و لهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما : إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها فقال : و ما يصنع الشيطان بالقلب الخراب ؟ و إن قلت : يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع ، فإن عليه من الحرس و الجند ما لا يستطيع اللص الدنو منه ، كيف و حارسه الملك بنفسه ؟ و كيف يستطيع اللص الدنو منه و حوله من الحرس والجند ما حوله ؟ فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات .