الطرق الشرعية لإبطال السحر بإذن الله تعالى و هي :
1 - التوبة و الرجوع إلى الله :
التوبة من المعاصي صغيرها و كبيرها و تصحيح العقيدة من مفاسدها و التقين بأن الله وحده هو الضار النافع و اللجوء إليه لكشف الضر و الرضا و عدم التسخط على الله و اليأس و القنوط من الشفاء .
و المواظبة على الصلوات و كثرة الذكر و العبادات ، فالذكر و الصلاة مجلبة للرزق ، حافظة للصحة ، دافعة للأذى ، مطردة للأدواء ، مقوية للقلب ، مبيضة للوجه ، مفرحة للنفس ، مذهبة للكسل ، منشطة للجوارح ، ممدة للقوى ، شارحة للصدر ، مغذية للروح ، منورة للقلب ، حافظة للنعمة ، دافعة للنقمة ، جالبة للبركة ، مبعدة عن الشيطان ، مقربة من الرحمن .
2 - العلاج بالرقى الشرعية :
علاج المسحور بالقراءة و بالتعوذات الشرعية و بالأدوية المباحة سواءً كان برقية المريض لنفسه أو طلب المساعدة من بعض الرقاة ليبصروه بأمور الرقية و العلاج أو يضعوا له برنامجاً علاجياً و هذا من أعظم ما يزيل السحر بعد وقوعه بإذن الله تعالى ، و هناك بعض الآيات أو السور التي ثبت نفعها في الرقية بشكل عام ، و كذلك ثبت وقعها و تأثيرها في طرد الأرواح الخبيثة و إيذائها بإذن الله عز و جل .
3 - محاولة معرفة مكان السحر و استخراجه :
و هذه أفضل و أنجح و أسرع وسيلة لفك السحر و يكون بالطرق التالية :
- الدعاء و كثرة التضرع ، فيدعو المريض و يناجي ربه و يجتهد قدر طاقته في البحث و التحري عن مكان السحر حتى يوفق لرؤيته وا لعثور عليه و من ثم إبطاله كما فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا ثم دعا حتى بين له مكان سحره .
- محاولة معرفة مكان السحر من خادم السحر المقترن بالجسد بسؤاله عن مكان السحر فقط لاستخراجه و عدم تصديقه في كل ما يقول لأن الجان يتصف بالكذب و غايته أن يوقع الفتنة و البغضاء بين الناس .
يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله - : ( و من علاج السحر أيضا - و هو من أنفع علاجه - بذل الجهد في معرفة موضع السحر من أرض أو جبل أو غير ذلك فإذا عرف و استخرج و أتلف بطل السحر ) ( فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز )
و إن تعذر العثور على السحر بعد كل المحاولات فيكتفي بالعلاج بالرقى و الأدعية النبوية و كثرة الدعاء حتى يبطل بمشيئة الله ، قال عز وجل : ( مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِيـنَ. وَ يُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُـونَ )
4 - الرقية بالأدعية الواردة في السنة :
قال النبي عليه الصلاة و السلام : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) و قد رقى و رُقي عليه الصلاة و السلام ، فالرقية فيها خير كثير ، و فيها نفع عظيم و من تلك الرقى هذه الدعوات الطيبة المباركة :
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم
- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
- أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان و هامة و من كل عين لامة
- أعوذ بكلمات الله التامات التي لايجاورهن بر و لا فاجر ، من شر ما خلق و ذرأ و برأ ، و من شر ما ينزل من السماء و من شر ما يعرج فيها ، و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها ، و من شر فتن الليل و النهار ، و من شر طوارق الليل إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن
- تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو ، إلهي و إله كل شئ ، و اعتصمت بربي و رب كل شئ ، و توكلت على الحي الذي لا يموت ، و استدفعت الشر بلا حول و لا قوة إلا بالله ، حسبي الله و نعم الوكيل ، حسبي الرب من العباد ، حسبي الخالق من المخلوق ، حسبي الرازق من المرزوق ، حسبي الذي هو حسبي ، حسبي الذي بيده ملكوت كل شئ ، و هو يجير و لا يجار عليه حسبي الله و كفى سمع الله لمن دعا ، ليس وراء الله مرمى ، حسبي الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت و هو رب العرش العظيم
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
- اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم و كلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت تكشف المأثم و المغرم ، اللهم لا يهزم جندك و لا يخلف وعدك سبحانك و بحمدك
- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت و أنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن ، لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم ، أعلم أن الله على كل شئ قدير ، و أن الله قد أحاط بكل شئ علماً ، و أحصى كل شئ عدداً ، اللهم إني أعوذ من شر نفسي و شر الشيطان و شركه ، و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم
- اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ و ابْنُ عَبْدكَ و ابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبي وَ نُورَ صدرِي وَ جِلاءَ حُزْني و ذهابَ هَمي
- روى مسلم في صحيحه عن عثمان بن أبي العاص أنه شكى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وجعاً يجده في جسده منذ أسلم ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك و قل : بسم الله ثلاثاً ، و قل سبع مرات : أعوذ بعزة الله و قدرته من شر ما أجد و أحاذر)
- بسم الله أرقيك و الله يشفيك من كل داء يؤذيك ، و من كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك . ثلاثاً
- كان النبي صلى الله عليه و سلم ، يعوذ بعض أهله ، يمسح بيده اليمنى ، و يقول : ( اللهم رب الناس ، أذهب الباس ، و اشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً) ثلاثاً
- ربنا الله الذي في السماء تقدَّس إسمك ، أمرك في السماء و الأرض ، كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض و اغفر لنا حوبنا و خطايانا أنت رب الطيبين ، أنزل رحمة من رحمتك و شفاءً من شفائك على هذا الوجع فيبرأ
- أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ( سبع مرات )
- لآ إله إلاّ الله الحليم الكريم ، لا إله إلاّ الله العليُّ العظيم ، لا إله إلاّ الله ربُّ السموات السبع و رب العرش الكريم
5- الإغتسال بالماء و السدر :
ذكر ثلة من أهل العلم منفعة استخدام السدر كعلاج فعال للسحر بإذن الله سبحانه و تعالى .
قال الحافظ بن حجر في الفتح و ذكر ابن بطال أن في كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر ، فيدقه بين حجرين ، ثم يضربه بالماء ، و يقرأ آية الكرسي و القواقل ، ثم يحسو منه ثلاث حسيات ، ثم يغتسل به ، فإنه يذهب عنه كل ما به ، و هو جيد للرجل إذا حبس عن أهله ) ( فتح الباري - 10 / 233 ) .
القواقل : ( السور التي تبدأ بـ ( قل ) وهي : الجن ، الكافرون ، و الإخلاص ، الفلق ، و الناس )
6 - قراءة سورة البقرة :
قراءة سورة البقرة يومياً قال صلى الله عليه و سلم : ( اقْرَأُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، فَإِنّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ ، وَ تَرْكَهَا حَسْرَةٌ ، وَ لاَ يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ "
قَالَ مُعَاوِيةُ : بَلَغَنِي أَنّ الْبَطَلَةَ السّحَرَةُ ) و بركة سورة البقرة ليست في علاج السحر فقط بل للعين و الحسد و المس و طرد الشياطين و كثير من الأمراض الأخرى و في هذه السورة المباركة أسرار لا يعلمها إلا الله "
7 - العلاج بشرب ماء زمزم :
حثنا النبي صلى الله عليه وسلام على الاستشفاء بشرب ماء زمزم و الاغتسال به مع النفث عليه ، ففي الحديث : ( إنها مباركة ، هي طعام طعم و شفاء سقم )
و في الحديث الآخر : « ماء زمزم لما شرب له » ( صحيح الجامع)
و هو ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم و شفاء من السقم )
8 - العلاج بزيت الزيتون :
قال تعالى : ( الله نور السماوات و الأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ، المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية يكاد زيتها يضيء و لو لم تمسسه نار نورعلى نور) ( النور آية 35)
و زيت الزيتون يفيد في علاج المس و السحر بعد القراءة عليه من آيات الرقية و إبطال السحر .
و التداوي بزيت الزيتون المرقى أكلاً و دهنا قد ورد ذكره ، جاء في الحديث : ( كلوا الزيت و ادهنوا به فإنه من شجرة مباركة )
9 - التصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة :
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ سَمِعْتُ سَعْداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ تَصَبَّحَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ لا سِحْر ٌ.
هذا بجانب التركيبة العلاجية للتمر نفسه و الذي يفيد في علاج كثير من الأمراض و من ضمنها السموم ، و يعمل كوقاية للجسم ضد السموم الضارة ، و بذلك يصبح التمر تركيبة فعالة ضد السم و السحر .
10- العلاج بشرب العسل :
قال الله تعالى : ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (النحل / 69)
قال صلى الله عليه و سلم -: ( الشفاء في ثلاث : شربه عسل و شرطه محجم و كية نار و أنهى أمتى عن الكي )
عن أبي سعيد : أن رجلاً آتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أخي يشتكي بطنه فقال : « اسقه عسلا ً» ثم أتاه الثانية فقال : « اسقه عسلاً » ثم اتاه الثلاثة فقال : « اسقه عسلاً » ثم أتاه فقال : قد فعلت ؟ فقال : « صدق الله، و كذب بطن أخيك، اسقه عسلا »، فسقاه فبرأ . « صحيح البخاري »