بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الأمين و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
إن العقل الذي ميز الله سبحانه و تعالى به الإنسان عن باقي المخلوقات ، به تفرد الإنسان بالتكليف و المسؤولية أمام الله عز و جل ، و به يميز النافع من الضار ، و يفهم ما لله عليه من حقوق و ما لرسوله عليه الصلاة و السلام ، و ما ينبغي نحو عباد الله من حقوق . و من هنا يصبح العقل هو الحياة الإنسانية ، فإذا فقد الإنسان عقله هبط إلى ما دون الحيوانية ، يقول الله تعالى : ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل ) . فهؤلاء الذين فرطوا في عقولهم و لم يحافظوا عليها ، و رضوا بأن يكونوا معاول هدم للفضيلة و نشر الرذيلة ، قد استحوذ عليهم الشيطان و زين لهم أن يفارقوا عقولهم بتعاطي المسكرات . أما علم هؤلاء أن الخمر من الخبائث و هي رأس المنكر كله ، و طريق الفساد كله . أما علم هؤلاء أن الخمر هي فساد في الدين ، و فساد في الأخلاق ، و فساد في المال ، و فساد في العقل . أما علم هؤلاء أن الخمر حرام ، و أن الله سبحانه و تعالى ما حرم شيئا إلا كان خبيثا ، يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) ، و يقول الرسول عليه الصلاة و السلام : " كل مسكر خمر ، و كل خمر حرام " و يقول أيضا : " لعن الله الخمر و شاربها و ساقيها و بائعها و مبتاعها و عاصرها و معتصرها و حاملها و المحمولة إليه " ، و لا يخفى علينا أن من لعنه الله تعالى فهو مطرود من رحمة الله ، و قد باء بغضب من الله و سخطه إلا أن يتوب .