السؤال : ما حكم تارك الزكاة ؟ و هل هناك فرق بين من تركها جحودا أو بخلا أو تهاونا ؟
الجواب : بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و أصحابه و بعد :
ففي حكم تارك الزكاة تفصيل :
فإن كان تركها جحدا لوجوبها مع توافر شروط وجوبها عليه كفر بذلك إجماعا و لو زكى ما دام جاحدا لوجوبها .
أما إن تركها بخلا أو تكاسلا فإنه يعتبر بذلك فاسقا ، قد ارتكب كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب ، و هو تحت مشيئة الله إن مات على ذلك لقول الله - سبحانه -: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) و قد دل القرآن الكريم و السنة المطهرة المتواترة على أن تارك الزكاة يعذب يوم القيامة بأمواله التي ترك زكاتها ، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة و إما إلى النار ، و هذا الوعيد في حق من ليس جاحدا لوجوبها ، قال الله - سبحانه - في سورة التوبة: ( وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ) .
و دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه و سلم على ما دل عليه القرآن الكريم في حق من لم يزك الذهب و الفضة .
كما دلت على تعذيب من لم يزك ما عنده من بهيمة الأنعام - الإبل و البقر و الغنم - و أنه يعذب بها نفسها يوم القيامة .
و حكم من ترك زكاة العملة الورقية و عروض التجارة حكم من ترك زكاة الذهب و الفضة ، لأنها حلت محلها و قامت مقامها .
أما الجاحدون لوجوب الزكاة فإن حكمهم حكم الكفرة ، و يحشرون معهم إلى النار ، و عذابهم فيها مستمر أبد الأباد كسائر الكفرة ، لقول الله - عز وجل - في حقهم و أمثالهم في سورة البقرة : ( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَ مَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) .
و قال في سورة المائدة : ( يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَ مَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَ لَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ) .
و الأدلة في ذلك كثيرة من الكتاب و السنة .
الشيخ : عبد العزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى