بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين .
إن الوطن هو الحضن الدافئ لكل مواطن و هوالمكان الذي نترعرع على أرضه و نأكل من ثماره و خيراته ، فمهما ابتعدنا عنه يبقى في قلوبنا دائما . و حب الوطن يولد مع الإنسان ، لذلك يعتبر حب الوطن أمرا فطريا و لقد دل القرآن الكريم على هذه المكانة حيث يقول الله تعالى في سورة النساء ( و لو أنا كتبنا عليهم أن أقتلوا أنفسكم أو أخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ) و قد جاء في الأثر أن حب الوطن من الإيمان ، و لله در من قال :
وطني أحبك لا بديل ****** أتريد من قولي دليل
سيظل حبك في دمي ****** لن أحيد و لن أميل
سيظل ذكرك في فمي ****** و صيتي في كل جيل
حب الوطن ليس ادعاء ****** حب الوطن عمل ثقيل
و دليل حبك يا بلادي ******* يشهد به الزمن الطويل
فأنا أجاهد صابرا ****** لأحقق الهدف النبيل
و حتى يتحقق حب الوطن عند الإنسان لابد من تحقيق صدق الإنتماء إلى الدين ، فتعاليم ديننا الحنيف تحثنا على حب الوطن و الاعتزاز بالإنتماء إليه و خير دليل على ذلك ما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه وقف يخاطب مكة مودعا لها و هي وطنه الذي أخرج منه حيث قال : " ما أطيبك من بلد و أحبك إلي ، و لولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت " .
و إذا كان الإنسان يتأثر بالبيئة التي ولد فيها و نشأ على ترابها و عاش من خيراتها ، فإن لهذه البيئة عليه حقوقا يجب مراعاتها و تأديتها على الوجه المطلوب و تتمثل هذه الحقوق في حقوق الأخوة و القرابة و الجوار و الذود عنها و المحافظة على أمنها و سلامتها .